.::::: أخبار :::::.

دار الإفتاء الفلسطينية تصدر فتوى حول صيام أهلنا في غزة خلال الحرب الراهنة

تاريخ النشر 2024-03-11

القدس: في ظل حرب الإبادة والتجويع التي تشنها سلطات الاحتلال على قطاع غزة، ويتابعها العالم بأسره، حيث تدمير مساكن المدنيين فوق رؤوس ساكنيها، الذين قضى بعضهم شهداء، وأصيب بعضهم الآخر إصابات بليغة، مستهترة هذه السلطات بأرواح البشر، وإننا إذ نحسب الذين قضوا في هذه الجرائم النكراء شهداء عند الله، وندين الاستهداف اللاإنساني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية لقطاع غزة المحاصر، الذي تسبب في استشهاد عدد كبير من المدنيين الأبرياء، وإصابة أعداد هائلة، لندين التجويع المتعمد لمن تبقى على قيد الحياة في قطاعنا الحبيب، ونحن على أعتاب شهر الخير شهر رمضان المبارك، وفي ظل ذلك، صدر عن دار الإفتاء الفلسطينية، فتوى حول حكم صيام أهلنا في غزة خلال الحرب الراهنة، وفيما يأتي نصها:
السؤال: ما حكم صيام المسلمين في غزة خلال الحرب الراهنة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
فالله فرض صيام رمضان على المسلم البالغ العاقل المقيم المستطيع له، وشرع الإفطار فيه للمريض الذي يشق عليه الصوم بسبب المرض، أو يضرّه، أو يعرضه إلى حرج بالغ ومشقة غير محتملة، أو كان يحتاج إلى تناول دواء لازم في النهار، أو غذاء، أو سوائل بسبب مرضه، والذي يحدد عجز المرء عن الصيام، الشخص نفسه، أو طبيبه الحاذق.
ويترتب على المريض الذي يفطر في هذه الحالة أن يقضي الأيام التي أفطرها إن كان يرجو زوال السبب القاهر، فالله تعالى يقول: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]. أما إذا كان السبب مزمنًا لا يرجى زواله، فتجب عليه حينئذ الفدية، لقوله تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 184]، والفدية إطعام مسكين وجبتين من أوسط طعام مخرجها، عن كل يوم يفطر فيه، على ألا تقل قيمتها عن قيمة صدقة الفطر في حدها الأدنى وهي عشرة شواقل لهذا العام 1445هـ 2024م.
وعليه؛ فإذا كان المكلف بالصيام يمر بأوضاع صعبة جداً يعجز معها حقيقة عن الصيام، فيجوز له الإفطار في هذه الحالة، ويلزمه القضاء عندما يزول السبب المانع أو القاهر، إلا إذا أصبح عجزه عن الصيام دائماً، فيخرج الفدية. والله تعالى أعلم، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
سائلين الله عز وجل أن يتلطف بعباده في غزة هاشم، وأن تنتهي هذه الحرب المروعة التي أصابت الإنسان والشجر والحجر وحتى الحيوان لم يسلم منها، ودرء الموت المحقق الذي يطوف فوق رؤوس المدنيين الجوعى والعزل، إلا من إيمانهم بالله الواحد القهار.




 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس